منوعات

مذكرات ميفيل عن مصر عام 1874 وإسماعيل سبب ديون مصر

مذكرات ميفيل وهو الشاب القادم من دوركينج التي تبعد فقط 34 كيلومترات عن العاصمة البريطانية لندن يستعد لتجربة جديدة ربما لم يعرف حينها أنها ستكون تجربة عمره، حيث وسيقضي في هذا البلد سنوات طويلة يتقلد فيها مناصب كبيرة، هو  السير والتر فريدريك ميفيل، رئيس مجلس الصحة البحرية والحجر الصحي المصري والقنصل البريطاني في الإسكندرية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، وفي هذه المذكرات يشرح ميفيل لنا كيف كانت مصر حينها، أو على الأقل كيف رأتها عيناه.

وصف مصر في مذكرات ميفيل

حيث وصف مصر بأنها ، أرض (بُكرة) و(البقشيش)، حيث يتنفسون الشمس المشرقة والسماء الزرقاء كالمظلة الدائمة، كلها أنجبها الأب النيل، ماء الحياة، وطينته الخصبة، السجادة تحت أرجل الفلاحين العارية، أكثر الفلاحين طيبة وأقلهم تطورًا، الذين حرثوا التربة منذ أن كتب الفراعنة مآسيهم على وجه العالم، كانت هذه مصر عام 1874، عندما وطأت قدماي أرضها المضيافة، وأنا أقترب بسرعة من حافة الإفلاس.

وقال عن الخديو إسماعيل بأنه كان ذكيًا ورجل الأفكار الكبيرة إلا أنه بسبب البذخ المتهور والسهولة التي وجد أنه يمكن أن يقترض مبالغ ضخمة من أوروبا، قاد بلاده الجيدة إلى الخراب.حيث كان كل شيء سهل طالما استطاعت مصر سداد ديونها في العواصم الأوروبية لكن عندما أصبح الحصول على المال أكثر صعوبة فنظر إسماعيل لمستشاره للخزانة أو (المفتش) من أجل إمدادات، ونظر المسوؤل الاقتصادي بدوره لحكام المقاطعات، الذين نظروا للمحافظين، والمحافظين نظروا للشيوخ، والشيوخ نظروا للعمد، وبالطبع أتى المال من الفلاح الصبور الذي يعاني، هذا النظام نتج عنه انتهاكات أخرى، وشرور أخرى، وفساد جديد.

كذلك عملية الري، الذي يلعب دورًا حيويًا في الرفاهية الزراعية للبلدان المسطحة كالدلتا، لا تحدث إلا بهدف استفادة ملاك الأراضي الكبار دون النظر لمصلحة البلد ككل، وإذا حصل الفلاحين على بعض الماء يكون بعد معاناة المعاناة، كما الكلب الذي يأكل الفتات من على طاولة سيده.أما المسؤولون الحكوميون، في حالة عدم توافر وسائل خاصة لديهم، فلم يكن لهم، في كثير من الأحيان، أي خيار آخر غير التخلي عن مرتبهم أو حرمانهم منها في تلك الأيام، والتي كانت تتأخر في كثير من الأحيان عدة أشهر.

زر الذهاب إلى الأعلى