أخبار الرياضة

سانتي كازورلا يتحدث عن إصابته ويوضح دور الجهاز الطبي لأرسنال خلال المعاناة

خلال ابتعاد سانتي كازورلا عن كرة القدم لمدة عامين ، كان ابنه إنزو وابنته إنديا مصدري إلهام للاعب الإسباني , كان اسم إنديا البالغة من العمر خمس سنوات موشومًا على ساعده. نصف هذا الوشم هو الآن جزء من الترقيع الجلدي الذي يغطي كاحله الأيمن المشوه.

يقول كازورلا: “أطفالي عشاق كرة القدم كانوا يقولون لي : هل ستلعب الكرة بعد الآن؟ كنت أقول نعم بالطبع سألعب مرة أخرى وكانا يقولان: بهذه القدم؟ قدمك تبدو غريبة بعض الشيء! و الآن يمكنهما رؤيتي العب مرة أخرى. هذا يعني أن الأمر إستحق العناء”.

عاد كازورلا للعب مع فياريال خلال الشهر الماضي بعد انقطاع دام 668 يوما وشارك في ثلاث مباريات بالدوري هذا الموسم.

بدأت معاناة كازورلا عندما أصيب في عظمة الكاحل خلال مباراة ودية مع إسبانيا عام 2013. نادي ارسنال أجرى الفحوصات للاعب وأمره بالراحة.
يقول كازورلا : “لقد قاومت الأمر قليلاً، إعتقدت أنها إصابة خفيفة بالكاحل ، لا شيء أكثر من ذلك، سأضع الضمادات عليها وسيزول الألم بعد بضعة أيام”.

كازورلا: “ومع مضي الوقت، وبدلاً من أن أتحسن ازداد الأمر سوءً. خلال استراحة بين الشوطين كنت لا أشعر بكاحلي. وكنت أشعر بالشلل خلال أول 15 دقيقة من الشوط الثاني، كنت لا أستطيع الركض في غرفة الملابس, استمر الأمر على هذا النحو مع الكثير من الألم حتى المباراة ضد Ludogorets في أكتوبر 2016، كنت أبكي من شدة الألم، لدي قدرة على تحمل الألم لكن الألم أصبح أكثر من اللازم. اضطررت للتوقف”.

وهنا تبدأ قصة الرعب التي لم يكن كازورلا يعرفها في ذلك الوقت، وهي أن العدوى البكتيرية كانت تتغذى على 10 سنتيمترات من وتر العرقوب، والأسوأ من ذلك عظام كاحله, كانت هناك عدة إصابات لحقت بكازورلا وأجريت له العديد من العمليات الجراحية التي خلفت وراءها بعض الندوب لكن تلك الندوب لم تشفى بالشكل الصحيح وأصبحت بابًا مفتوحًا للعدوى البكتيرية , في ديسمبر 2016 ، أجرى طبيب سويدي عملية أخرى للاعب وعندما ذهب كازورلا إلى إسبانيا للعمل مع طبيب فيزيائي هو ‘خوان هيرانز‘، أعتقد أنه كان على بعد شهرين من العودة , ولكن مرة أخرى لم تلتئم الندبات بالشكل الصحيح واحتاج إلى المزيد من العمليات الجراحية في لندن حيث قيل له أنه بدلاً من القلق بشأن لعب كرة القدم، أن يركز على حياته الطبيعية والقدرة على اللعب مع أبنائه مرة أخرى.

كازورلا: “قررت المجيء إلى إسبانيا حيث عرفوا مدى صعوبة حالتي ولكنهم قالوا لي أيضاً ‘سانتي ، لقد أصبت بإصابات حادة لكننا سنقاتل حتى يمكنك اللعب مرة أخرى’ أما في لندن فقد قرّروا أنها نهاية مسيرتي الكروية , أخبرني الطبيب إنهم قاموا بترقيع الجلد ولكن وجدوا نوعين من البكتيريا الجلد ونوع ثالث في العظم. إنه أمر خطير ولكن البكتيريا التي تأكل العظم هي الأسوء. عندما أعاد الطبيب بناء الوتر ، أدرك مدى سوء حالة العظم. يمكن أن يضع إصبعه في العظم. كان مثل الصلصال، البكتيريا التهمته , أخذوا رقعة من فخذي ووضعوها في ذراعي لتغطية الشرايين والجلد الذي أخذوه من ذراعي لوضعه على كاحلي. وأخرجوا كل عضلاتي النصف وترية (Semimembranosus) لصنع وتر جديد لكاحلي، هناك أجزاء مني في أماكن لا ينبغي أن تكون فيها. أصبحت مثل أحجية الصور المقطوعة , هناك الكثير من الناس الذين لم يقوموا بعملهم، لكن أول شخص أُلقي عليه باللوم هو أنا. كان يجب أن أذهب إلى إسبانيا من اليوم الأول. أستطيع أن ألوم أشخاصاً مختلفين وأقول إنه لولا سوء تصرفهم لما اضطررت إلى المرور بهذه المشاكل. لكن في النهاية هو قراري ولا أستطيع لوم أحد”.

– هل كان بمقدور ارسنال فعل المزيد لعلاج العدوى البكتيرية؟ هل شعر كازورلا أن يجب عليه استشارة محاميه؟
– كازورلا : “قالت لي عائلتي أن أفعل ذلك، لكن كان هناك الكثير من الناس الذين قالوا أن ذلك سيحدث مشكلة كبيرة ، ولن تُصلح الشكوى من الوضع”.

ليس هناك غضب تجاه الطاقم الطبي لأرسنال، بل هي صدمة. يقول كازورلا: “لم يتحملوا المسؤولية أبداً، يمكن لأي شخص ارتكاب خطأ والقول : نأسف ، لم نكن ندرك خطورة الوضع، ولكن لم يحدث ذلك , عندما أخبرتهم عن البكتيريا قالوا إنهم يعلمون عنها والأمر تحت السيطرة. لكنهم لا يعرفون أي نوع من البكتيريا كانت، لم يأخذوا حتى عينة واحدة لتحليلها , أعطوني المضادات الحيوية. ولكن ليس كما لو كانوا يعطونني المضاد الحيوي الصحيح لحالتي. أخبروني في إسبانيا أن هناك أنواع كثيرة من البكتيريا لدي، وأخطرها وهي التي أثرت علي كانت بسبب العملية التي أجريتها في لندن , كانت هناك مشكلة إضافية بالنسبة لي وهي أنه كلما أنهيت أي عملية تبقى الغرز مفتوحة دومًا، أو عندما يتم إخراج الغرز وأقوم بعمل تدريبات الدراجة الثابتة يتسرب سائل أصفر من قدمي، لا زلت مقتنعاً بأن ارسنال فعلوا الأشياء بالطريقة الصحيحة. وأن ما حدث هو سوء الحظ , فينجر كان يدعمني دائماً، قبل العملية الأولى اتصل بي في مكتبه وقال: ‘سانتي ، سأعطيك السنة الإضافية التي نملكها كخيار اختياري في العقد. قم بتوقيع العقد ثم يمكنك الذهاب للعملية براحة البال’، كانت هذه لفتة رائعة”.

ولكن حتى مع رسائل الدعم من الأصدقاء في اللعبة مثل خوان ماتا وديفيد سيلفا ودعم فينجر ، هناك أوقات شعر فيها أنه لا يمكن أن يذهب أبعد من ذلك.

كازورلا : “كانت لدي تلك اللحظات التي أشعر فيها بإن عائلتي هي من تعاني، اتصلت بعائلتي وأخبرتهم أن كل شيء انتهى، غداً سأخبر الأخصائيين أنني لا أستطيع الإستمرار، لكنهم قالوا لي، ماذا؟ لقد قضيت عامًا في القتال، لا يمكنك التوقف الآن لأنك أستيقظت وانت مكتئب قليلاً!”.

بعد معالجة الإصابات وإعادة بناء الأوتار، كان أخصائيو العلاج الطبيعي أذكياء من خلال الطريقة التي خططوا بها الجلسات.

كازورلا: “لقد خدعوني (يضحك) يقولون: هيا دعونا نخرج إلى الملعب ونركض وأقول “تباً! نركض فقط؟”وكانوا يرمون الكرة لي ويقولون :”افعل بعض المراوغة”. وأكون مبتهجًا ومن ثم يقولون “الآن قم بالجري مرة أخرى حول الملعب!”، كانت عائلتي تتصل بي وأقول لهم:”لمست الكرة! هذا مؤلم. لكني لمست الكرة!”

نقلت أورسولا (زوجة سانتي) الطفلين إلى أسبانيا ليكونا أقرب من والدهم. وما زال يأمل في أن يتمكن الجميع من الاستقرار في لندن مرة أخرى لكن أرسنال رفض إجراء تجربة صيفية للاعب.

كازورلا: “لم يريدوا (ارسنال) ذلك، لكنهم تصرفوا بشكل جيد معي وقالوا لي في وجهي أنهم لا يستطيعون الانتظار لإنهاء التشكيلة هذا الصيف، فهمت ذلك. أنا ممتن إلى الأبد لهم. كانت ست سنوات لا تصدق بدعم كبير مع المشجعين”

وفي اغسطس 2018 انتقل سانتي كازورلا (33عام) لنادي فياريال الاسباني، كازورلا : “أشكر نادي فياريال، ليس فقط من أجل فتح الأبواب أمامي حين كان عمري 18 عاما، بل أيضا لتقديم دعمه في أصعب لحظات حياتي وفتح الباب أمامي مجدداً”.

Ahmed Esmat

محرر وكاتب مقالات كروية خاص بالدوريات العربية والأوروبية خبرة 3 سنوات
زر الذهاب إلى الأعلى