أخبار الفن

قلة الأدب بتكسب ملايين

قديما كانت الفواصل الإعلانية بين الأعمال الدرامية مجرد توصيل لفكرة منتج يريد أصحابه عمل دعاية له كي يقبل عليه الناس لشرائه، فلم تكن الإعلانات وقتها سوى توصيل معلومة فقط عن هذا المنتج وبشكل جاد جدا.

وبعد فترة من الزمن تطورت الفواصل الإعلانية لتصبح دقائق من المتعة التي تناسب الصغير والكبير وتناسب أن تدخل أي بيت دون حرج، بل بالعكس كنا نستمتع ونحن ننادي علي أطفالنا كي يشاهدوها معنا .

فأيا كان المنتج المعلن عنه كان يتم تقديمه بشكل غنائي لذيذ، حتى أننا ما زلنا نحفظ ونردد بعض منها حتى الآن، فلا ننسى مثلا اعلان”بستك ناو شيكولاته جيرسي”، او “هات لنا ريري” ، أو “عبد الرحيم عمرو احتكم الامر لجهاز العروسين”، “او “كوفرتينا على العريس” ، وكان معظم هذه الإعلانات يتم تقديمه بشكل كوميدي فكاهي او على هيئة رسوم متحركة.

أما الآن فقد أصبحت الإعلانات  مادة خصبة لكل ما هو سيء، في الفواصل الإعلانية التي تدخل بيوتنا بين الأعمال الدرامية أصبحت هي في حد ذاتها عمل درامي مصغر وهو بمثابة وجبة كاملة من الأحداث الدرامية الكوميدية أحيانا والتي يقدمها مجموعة من الفنانين المشاهير .

يكون بعض هذه الفواصل جيد اما الباقي فهو يعد مادة سيئة للانحطاط بالذوق العام، فنجد مثلا في إعلانات منتج شركة ” فريش” للأجهزة الكهربائية اسلوب رخيص من الدعايا يصور بشكل أو بآخر نظرة اشمئزاز الزوجات من أزواجهم، وهذا على سبيل الدعايا الرخيصة حتى تزداد نسبة المشاهدة وبالتالي نسبة البيع، ولا تأخذ شركات الدعاية هذه في الاعتبار معايير الذوق العام أو تخضع للرقابة .

كما نجد في بعض الاعلانات ما يروج الشر والحقد الطبقي او الترويج لأعمال ونظرات منافية للآداب العامة بهدف جلب الأموال أيا كان ما تسببه هذه الفواصل من انحطاط أخلاقي لا يقل في تأثيره عن الترويج للمخدرات .

فهل سنجد من يراقب وينظر بعين الإعتبار لهذه المهازل التي تدخل بيوتنا؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى