لم يعد الأقارب لهم أمان مثلما كان الحال قديما، ولم يعد الخال والد كما علمونا أهالينا، ولم يعد الأهل هم من يختبىء ورائهم الإنسان إذا تعرض لمصيبة ما أو يستعين بهم، وإنما تجرد البشر من النزعة الإنسانية فيهم وتجردوا من الرحمة الربانية التي خلقهم الله بها وأودعها في قلوبهم كي يحيوا حياة بشرية سليمة، بل اصبحوا كالكلاب اذا جاعت والوحوش إذا أرادت الانتقام.
كل يوم نسمع عن حادثة خطف أو قتل أو اغتصاب جديدة يكون فيها القاتل غريب عن الضحية، أو نسمع عن واقعة تعذيب من مرات أب أو زوج أم، لكن أن نسمع عن خال يعذب أو يغتصب ابنة شقيقته فهذا أمر غريب على مسامعنا، حيث أن الخال من أقارب الدرجة الأولى الذين يحتمي بهم المرء من غدر الحياة، ولم نعهد عليهم أن يكونوا هم أول الغادرين.
بدأت الجريمة بوصول الطفلة رؤى ذات التسع سنوات جثة هامدة إلى مستشفى مطروح العام بعد ما عثر عليها أهالي منطقة الكيلو 7 بمرسى مطروح وهي جثة هامدة مقتولة وعليها اثار تعذيب في مختلف أنحاء الجسم وملقاة دون معرفة هويتها، وبعد فحصها تم ابلاغ مباحث مرسى مطروح بالأمر والتي سرعان ما شكلت قوى وباشرت القضية حيث تبين أن المتهم الأساسي فيها هو “محمود.أ.ع.أ” خال المجني عليها ويعمل سائق تاكسي.
ومن التحريات المبدئية للقضية تبين أنه يوجد شبهة اغتصاب في القضية وحتى الآن يتم مباشرة التحقيق مع الجاني لمعرفة سبب ارتكاب الواقعة، هل هي واقعة اغتصاب حقا كما يشك الطب الشرعي أم هي واقعة تعذيب للإنتقام من شقيقة الجاني في إبنتها؟مازالت القضية غامضة حيث أمر رئيس المباحث بعدم الإدلاء على أي معلومات لحين الإنتهاء من التحقيق مع الجاني.
