شئون خارجية

هل بؤر الإصابة بكورونا تتحرك عشوائياً.. وكيف يتنبأ العلم بالوجهة القادمة للوباء؟

لا يبدو أن أزمة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” تقل حدة مع مرور كل تلك الفترة، على الرغم من أن بعض البلدان التي عانت من جائحة كورونا التي أعلنت عن رفع حالة الطوارئ وبعد أن تراجع عدد المصابين بالفيروس وتراجع عدد الوفيات فقد أعلنت إنهاء حالة الغلق، حيث أن فيروس كورونا خلال الوقت الراهن قد انتقل إلى مواقع أخرى محولاً دول جديدة لبؤر انتشار جديدة له.

حصيلة فيروس كورونا في العالم

سجل عدد المصابين بفيروس كورونا في العالم ما يقرب من 5.715.130، وسجل عدد المتعافين من الفيروس 2.454.825، وسجل عدد الوفيات 352.904 خلال الوقت الراهن.

الصين أولى بؤر فيروس كورونا في العالم

تعد الصين هي أول بؤر الإصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” في العالم، وبالتحديد في مدينة ووهان، حيث ظهر فيروس كورونا للمرة الأولى هناك، قبل أن ينتشر إلى كافة دول العالم، حيث بدأ الفيروس في الانتشار خصوصاً في الدول المجاورة للصين مثل كوريا الجنوبية، وتايوان.

ومع مرور الوقت، فقد ضرب وباء كورونا المستجد كافة الدول في القارة الأوروبية، ومنها إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا لتتحول تلك الدول الأخير إلى بؤر لفيروس كورونا، فقد حصد الفيروس في تلك الدول آلاف الأرواح.

كما عانت الولايات المتحدة الأمريكية من الارتفاع بشكل مخيف في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، خصوصاً في مدينة نيويورك، حيث تجاوز عدد الوفيات في المدينة الأمريكية من جراء جائحة كورونا ما يزيد عن 100 ألف حالة.

البرازيل أصبحت من البؤرة الجديدة لوباء كورونا

بدأت خلال الوقت الراهن آثار فيروس كورونا المستجد المخيفة تظهر بوضوح بفي أمريكا الجنوبية، وتحديدا في البرازيل، التي استخف رئيسها بمدى خطورة هذا الوباء، حيث ظهر في العديد من المناسبات من دون أن يرتدي أي إجراءات وقائية مثل ارتداء القفازات أو الكمامة.

أودى فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” اليوم الأربعاء، بأرواح ما يقرب من 1039 شخصاً خلال الـ 24 ساعة في البرازيل، التي تعد رابع حصيلة وفيات يومية تزيد على 1000 حالة في أكبر دولة في أمريكا اللاتينية منذ بدأت وتيرة تفشي جائحة كورونا فيها.

أصبحت البرازيل من البؤرة الجديدة لوباء كورونا المستجد، حتى مساء أمس الثلاثاء فقد سجلت حصيلة الوفيات بسبب فيروس كورونا فيها ما يقرب من 24 ألفا و512 شخصاً من أصل 391 ألفاً و222 مصابا، بحسب الأرقام التي أعلنت عنها وزارة الصحة البرازيلية.

بيرو أصبحت ثاني أكثر دول أمريكا الجنوبية تألماً من فيروس كورونا

أصبحت بيرو ثاني أكثر دول أمريكا الجنوبية تألماً بسبب فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” بعد البرازيل، حيث أظهرت البيانات أن هناك ما يزيد 130 ألف مصاباً وما يقرب من 4 آلاف حالة وفاة حتى صباح اليوم الأربعاء في بيرو، وتعد تلك الأرقام كبيرة مقارنة بعدد سكان البلاد الذي يناهز عددهم 31 مليون، بحسب التصريحات التي أعلنت عنها شبكة “سي إن إن”.

فما هي كيفية تظهر البؤر الإصابة الجديدة بفيروس كورونا المستجد؟

بعد ظهور البؤر الجديدة لفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، وكيفية تحرك الفيروس في جميع دول العالم، فقد أصبح من التساؤلات المطروحة خلال الوقت الراهن، “هل يعد تحرك فيروس كورونا عشوائي؟، وكيفية التنبؤ بـ الوجهة القادمة لكورونا؟”.

أجاب عن تلك التساؤلات الدكتور أحمد الطسة، مشرف قسم دراسات الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة بيروت العربية، وأكد أن هناك نظام معين، يمكن من خلاله تحديد طريقة انتقال فيروس كورونا المستجد من موقع إلى موقع آخر، مع توقع ظهور موجات قوية من فيروس كورونا في بؤر معينة.

وأوضح الدكتور أحمد الطسة خلال تصريحات له لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن هناك مجموعة من العوامل تلعب دوراً في انتقال فيروس كورونا المستجد من بلد إلى بلد آخر، أهمها العوامل التالية:

  • حجم التجارة المتبادلة التي تقوم بها تلك الدول مع دولة الصين، أو غيرها من البلدان التي ينتشر فيها فيروس كورونا المستجد، أكد أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال تعدان من أعلى البلدان المعرضة للإصابة وانتشار فيروس كورونا المستجد بسبب أن تلك البلدان من أكثر البلدان تعاملاً مع الصيه، وكذلك دول أخرى مثل إيطاليا، البرازيل، لبنان.
  • العمالة الأجنبية، أكد أن الاعتماد على العمالة الأجنبية يجعل البلدان أكثر عرضة لانتقال الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

أكد الدكتور أحمد الطسه أن الاعتقاد السائد بأن جائحة كورونا تظهر بشكل مفاجئ بوجهة جديدة ليتم تحويلها لبؤرة انتشار الفيروس يعد أمر غير صحيح على الإطلاق، وأوضح أن من أجل انتشار الفيروس لبلده وتحويلها لبؤرة انتشار يعد أمر غير وارد على الإطلاق فلابد أن يكون الفيروس موجود بالفعل في تلك البلد، إلا أن قلة الفحوصات الطبية هي السبب في عدم الكشف عن الفيروس بصورة مبكرة، مما يجعل الفيروس خفياً لفترة زمنية معينة لحين اكتشافه.

وتابع تصريحاته،أن العديد من الأنظمة الصحية في العديد من الدول تعاني نقصاً في المعدات الطبية، الأمر الذي يجعل تلك الدول غير مستعدة للتعامل مع جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، خصوصاً أن العديد من الفحوصات لفيروس كورونا المستجد غير متوفرة لدى العديد من الدول، وبالتالي فإن تلك الدول تكون متأخرة في الكشف عن وجود إصابات بفيروس كورونا، الذي قد يكون موجوداً بالفعل في تلك البلاد.

وضرب الخبير أحمد الطسة مثلا على هذا بالدول النامية، التي لم تكن تتوفر لديها الفحوصات الطبية الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا المستجد، وعندما حصل تلك الدول على معونات من منظمة الصحة العالمية، وفقد بدأت بالفعل بإجراء الفحوصات الطبية، وتم اكتشاف وجود عدد كبير من الحالات المصابة بالفيروس.

وأعلن، “نتوقع أن موجة وباء كورونا المستجد قد تأخرت في دول العالم الثالث في القارة الإفريقية بسبب تأخر وصول الإمكانيات الطبية التي تخولها من الكشف عن وجود الفيروس في تلك البلدان”.

ونوه الخبير أن التوقع السائد بأن فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” سوف ينحصر خلال فترة الصيف قد أثبت هذا التوقع فشله فمع ارتفاع درجات الحرارة مازال الفيروس منتشراً في العديد من البلدان.

الموجة الثانية من فيروس كورونا.. بين الانفتاح والحذر

قامت العديد من دول العالم بتطبيق إجراءات الغلق الصارمة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، إلا أن عدد قليل من الدول قد استغل فترة الحظر بالفعل لمواجهة فيروس كورونا على حد تصريحات الدكتور أحمد الطسه.

وبرر الخبير تصريحاته، بأن الدول المتقدمة قد قامت بفرض الحظر لوقف عدوى فيروس كورونا، لتتمكن من إجراء المزيد من الفحوصات الطبية، التي تمت بطريقة عشوائية أيضاً، من أجل تحديد بؤر الإصابة بالفيروس، وتطويقها من أجل منع انتقال  العدوى لمناطق أخرى.

وتابع تصريحاته، أما في للوضع في الدول النامية، فإنه تم فرض فترة زمنية للحجر المنزلي فقط لمدة 14 يوماً على الجميع، بينما بقيت أعداد الفحوصات الطبية التي يتم إجراؤها دون أي تغيير يذكر، وبالتالي لم يتم تحديد المناطق الموبوءة بالفيروس، وعند رفع إجراءات الحجر المنزلي سوف تعود حالات الإصابة بالفيروس للارتفاع من جديد.

وتطرق الدكتور أحمد الطسة إلى التخفيف أوامر الإغلاق، الذي بدأت العديد من دول العالم بتطبيقه بشكل فعلي، وأكد أن “مخاطر الانفتاح” تعتمد على إمكانيات تلك الدول.

وأوضح، أن العديد من الدول الكبرى لديها استعدادات صحية كافية تخولها من أجل إعادة فتح الاقتصاد الخاص بها، واعتماداً على مبدأ مناعة القطيع، ليتمكنوا من موازنة الوضع الاقتصادي في تلك البلاد، وفي حال عادت الموجة الثانية من وباء كورونا فإنهم قادرون على التعامل مع هذا الأمر في حالة وجود الإمكانيات الصحية اللازمة لهذا.

وضرب أحمد الطسة مثلا على هذا بـ كوريا الجنوبية، التي عاد فيها الأطفال إلى المدارس من جديد، لكنه شدد على أن الدولة تعمل على تطبيق إجراءات تعد صارمة لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، مثل توفير كمامات “N95” متطورة لكافة المواطنين وتصنيع معدات الوقاية والمعقمات.

أما بالنسبة للوضع في الدول النامية، أو التي لا تملك أي إمكانيات صحية متطورة من أجل التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد، فإن تخفيف أوامر الإغلاق سوف تأتي بنتائج سلبية، بسبب انخفاض عدد الفحوصات التي يتم إجراؤها، بالإضافة إلى قلة التزام السكان تلك الدول بإجراءات الحجر المنزلي أو التباعد الاجتماعي.

وأضاف الخبير، إلى أن الأردن من الدول التي تعاملت بكل جدية وحزم مع أزمة وباء فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، وقد نجحت في احتواء تلك الأزمة، أما في لبنان على سبيل المثال، فإن إعادة ما يقرب من 20 ألف مواطن من الخارج والسماح بالسفر أدى إلى التأثير بشكل سلبي على عدد الإصابات بالفيروس، التي عادت إلى الارتفاع من جديد.

إقرأ وفيات فيروس كورونا تتراجع في أميركا

زر الذهاب إلى الأعلى